الجامعة الصيفية الـ13 ببومرداس: إجماع على دعم الجزائر الثابت للقضية الصحراوية وتنديد بالتحالف المغربي – الصهيوني

شهدت الدورة الثالثة عشرة للجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، المنعقدة بولاية بومرداس تحت شعار "كفاح وتضحية لفرض الاستقلال والحرية"، إجماعًا من المشاركين على تثمين الدعم الجزائري الثابت واللامشروط للقضية الصحراوية، والدعوة لتفعيل الشرعية الدولية، ومواجهة التحالفات الخطيرة التي تهدد أمن المنطقة. جاءت التصريحات الرسمية، من قيادات صحراوية وجزائرية، لتؤكد عمق العلاقات بين البلدين وتجدد العهد على مواصلة النضال حتى تحرير كامل تراب الصحراء الغربية.




 الوزير الأول الصحراوي: البوليساريو مستعدة لمفاوضات مباشرة وجدية مع المغرب برعاية أممية



أعلن الوزير الأول للجمهورية الصحراوية، بشرايا حمودي بيون، أن جبهة البوليساريو على "كامل الاستعداد" للدخول في مفاوضات مباشرة مع المملكة المغربية، برعاية الأمم المتحدة، تكون جادة وذات مصداقية، وبدون شروط مسبقة، في سبيل التوصل إلى حل عادل ومتوافق عليه يحترم مقتضيات الشرعية الدولية، ويكفل حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واستقلاله.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح الدورة الثالثة عشرة للجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية، المنظمة تحت شعار "كفاح وتضحية لفرض الاستقلال والحرية" بولاية بومرداس، والتي اعتبرها محطة نضالية تعكس تمسك الصحراويين بخيار المقاومة ومواصلة النضال بكل أشكاله.


وفي عرض شامل لتطورات القضية الصحراوية، انتقد الوزير الأول الصحراوي ما وصفه بـ"تفاقم القمع في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية"، محذرا من أن سلطات الاحتلال المغربي تكثف سياسات الترهيب والاعتقال والانتهاكات ضد المدنيين الصحراويين لمجرد تعبيرهم عن رفض الاحتلال.

كما وجه تحذيرا شديد اللهجة من تحالفات المغرب "المريبة"، وعلى رأسها التطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي قال إنه لم يأت فقط في سياق سياسي، بل تطور إلى شراكة أمنية وعسكرية تشمل تقنيات التجسس والحروب، وتهدد استقرار شمال إفريقيا بأسره، عبر مشاريع استيطانية صهيونية في الأراضي الصحراوية المحتلة، تكرس واقعا استعماريا جديدا في غرب الوطن العربي.



وفي أبرز فقرات خطابه، حمل بشرايا حمودي بيون الدولة المغربية مسؤولية مباشرة في "تغذية شبكات الجريمة المنظمة والإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي"، مؤكدا أن الرباط تستخدم تهريب المخدرات كأداة سياسية واقتصادية لتمويل أجنداتها في المنطقة، وهروبا من أزماتها الداخلية.

وقال إن "سياسات الدولة المغربية القائمة على دعم شبكات تهريب المخدرات، خاصة القنب الهندي المنتج في شمال المغرب، تمثل تهديدا مباشرا للأمن والسلم في دول الجوار"، مشيرا إلى أن هذه المواد لا تقتصر على التهريب العابر للحدود فقط، بل تغذي جماعات الجريمة المنظمة، وتستغل لشراء الولاءات السياسية وخلق بيئات غير مستقرة في بلدان الساحل.

ولفت إلى أن هذا "التهريب الممنهج" يتم تحت أنظار الدولة المغربية، بل وبدعم ضمني منها، ما يعكس تورطا رسميا واضحا، لا يمكن فصله عن تفاقم التوترات الأمنية في المنطقة، وعن الدور التخريبي الذي تلعبه الرباط في الإقليم، على حد تعبيره.



وأشاد الوزير الأول الصحراوي بمواقف الجزائر الثابتة والداعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، منوها بمكانتها الدولية المتنامية كقوة إقليمية ذات مصداقية، تدافع عن القضايا العادلة في إفريقيا والعالم، وتناصر نضال الشعوب ضد الهيمنة والاستعمار الجديد.

وفي ختام كلمته، أكد بيون أن الشعب الصحراوي ـ الذي يستعد للاحتفال بالذكرى الخمسين لإعلان وحدته الوطنية في أكتوبر المقبل، وبنصف قرن على تأسيس دولته الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ـ سيواصل نضاله دون تراجع، مستندا إلى عدالة قضيته ودعم حلفائه، وفي مقدمتهم الجزائر التي لم تتخلف يوما عن نصرة الشعوب المستضعفة، وعلى رأسها الشعب الصحراوي.

وأكد أن بناء الدولة الصحراوية المستقلة هو الهدف الذي لا تراجع عنه، والذي سيسهم، بتحققه، في تعزيز استقرار المنطقة والمساهمة الفعلية في بناء مغرب عربي متكامل، وعالم أكثر عدلا واحتراما لإرادة الشعوب. *


 *مسؤول أمانة التنظيم السياسي: الجامعة منصة نضالية وتجديد للعهد* 

من جهته، قال السيد أمربيه المامي الداي، رئيس الجامعة الصيفية ومسؤول أمانة التنظيم السياسي في جبهة البوليساريو، إن تنظيم هذه الدورة يأتي في سياق سياسي حاسم، ويُعبّر عن عمق العلاقات الأخوية بين الجزائر والصحراء الغربية.

وأكد أن الجامعة تشكل فضاءً لتبادل التجارب وتعزيز التضامن الشعبي، مضيفاً: "نثمّن دعم الجزائر الثابت، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، وهو دعم مبدئي يعكس وفاء الجزائر لقيم الثورة وللقضايا العادلة".




 والي ولاية بومرداس: الجزائر تترجم تضامنها إلى فعل ميداني 

أكدت نعيمة فوزية، والي ولاية بومرداس، أن الجزائر تلعب دورًا دبلوماسيًا ولوجستيًا أساسياً في دعم الشعب الصحراوي، وتجسد ذلك عملياً من خلال احتضان الجامعة الصيفية. وشددت على أن "الشعب الصحراوي يواجه استعماراً منذ خمسين عامًا، لكنه لا يزال صامدًا ومتشبثًا بحقه في الحرية".

كما نبهت إلى محاولات المغرب الالتفاف على القانون الدولي، مؤكدة أن الصمود الصحراوي يُثبت شرعية مطالبه.


 رئيس لجنة التضامن الجزائرية: الجامعة فضاء لتثبيت الحق ومواجهة التضليل 

أكد الدكتور سعيد العياشي، رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، أن الجامعة الصيفية تشكل امتدادًا لنضال مشترك بين الشعبين. ووصف ما يتعرض له الشعب الصحراوي بأنه "دراما إنسانية وظلم تاريخي"، محذرًا من سياسة القمع والنهب التي ينتهجها المغرب.

ودعا الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها في تنظيم الاستفتاء، مشيرًا إلى أن "الاستيطان المغربي يشكل خرقًا سافرًا للقانون الدولي"، مشددًا على أن الجزائر ستظل وفية لمبادئها حتى تحرير كامل الصحراء الغربية.




 بوغالي: تصفية الاستعمار مبدأ جزائري ثابت 

في كلمة ألقاها نيابة عنه النائب محمد أكلي، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي أن دعم الجزائر للقضية الصحراوية "بلا قيد أو شرط" نابع من التزامها الثابت بمبادئ تصفية الاستعمار.

وأضاف أن استمرار الوضع الراهن في الصحراء الغربية يهدد استقرار المنطقة، مطالبًا الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها. كما هنأ الشعب الصحراوي على الانتصارات التي حققتها قضيته دبلوماسيًا، وأكد أن "المسار نحو الاستقلال لا رجعة فيه".

وفي الاخير فإن هذه الجامعة الصيفية الـ13 لم تكن مجرد حدث رمزي، بل محطة نضالية حقيقية تؤكد تجذر التحالف الجزائري-الصحراوي، وتُعيد تسليط الضوء على مأساة شعب لم ينكسر رغم الاحتلال والتواطؤ الدولي. الرسالة كانت واضحة من بومرداس: "الحرية قادمة… والنصر حتمي".

في نفس الموضوع