ينظم مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية “كراسك” بوهران، من خلال وحدة البحث المعنية بالثقافة والاتصال والآداب واللغات والفنون، وبالتعاون مع مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية بالجزائر العاصمة، ملتقى وطنياً يوم 15 ديسمبر 2025 بمقر مركز “كراسْك” بوهران، يحمل عنواناً يستشرف دور البرامج والتطبيقات الذكية في مشروع ترقية اللغة العربية. ويأتي هذا النشاط الأكاديمي مواكباً للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر، ومعبّراً عن وعيٍ متجدد بأهمية اللغة في ظل التحولات الرقمية السريعة.وترى الجهة المنظمة أن العربية، على غرار اللغات العالمية، تحيا في فضائها الاجتماعي وتستمد عناصر نموها من اتساع دائرة استعمالها وسرعة انتشارها، كما يمنحها غنى اشتقاقها وصرفها ودلالاتها قابلية كبيرة للتوليد المعجمي والتوسع المفهومي في مختلف مجالات المعرفة والتقنية. وتُشبَّه في ذلك بالكائن الحي الذي يزدهر بالاستعمال ويتراجع بالإهمال، مما يجعل من التكنولوجيا أداة فعالة في تعزيز حضورها وترقيتها. ومن هذا المنطلق، يسعى المشاركون إلى بحث مدى قدرة التطبيقات الإلكترونية الحديثة على خدمة العربية، ويقدمون نماذج من تطبيقات ذكية جزائرية ساهمت في التعريف بها وتبسيط مباحثها وفق مناهج لسانية معاصرة، مع طرح تساؤلات حول كيفية إسهام الوسائط الذكية وأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في دعم الكفايات اللغوية لدى الناطقين بالعربية وغيرهم.
ويشير المنظمون إلى أن عدداً من التطبيقات الرقمية بات يوفر دعماً حقيقياً للعربية في ميادين التعليم والإعلام والترجمة والتربية، من بينها تطبيق “اقرأ باللغة العربية” الموجه للأطفال، وتطبيق “دوولينجو” بنسخته التعليمية للقراءة، وتطبيق “Arabic Unlocked” المهتم بالنطق السليم، إلى جانب التطبيق التدريبي اللغوي “Busuu”. وتُمكّن هذه المنصات المتعلمين من اكتساب مهارات الاستماع والتحدث عبر التفاعل مع الصور والنصوص الصوتية والبصرية، كما تتيح خاصية المحادثة بناء حوارات تفاعلية تُسرّع فهم اللغة وتثري الممارسة.
ويهدف الملتقى كذلك إلى إبراز أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة في تطوير العربية، واستشراف أبعاد التحول الرقمي الذي تشهده الجزائر في جانبه اللغوي واللساني، مع العمل على مد جسور التعاون بين الباحثين في مركز تطوير اللغة العربية ونظرائهم من الجامعات ومراكز البحث المختلفة من تقنيين ولسانيين ومهندسين ومطوري برمجيات، سعياً إلى بلورة رؤية مشتركة تستشرف مستقبل العربية في زمن الذكاء الاصطناعي والإبداع البشري.
ويتناول اللقاء محاور تتعلق بالبرامج اللغوية التعليمية والتطبيقات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي التعليمي، والعربية في المنصات الرقمية التفاعلية، وتوظيف الأجهزة الذكية في تعليم العربية للناطقين بها ولغيرهم، إضافة إلى الخوارزميات التعليمية والنماذج الجزائرية في تطوير اللغة. وتشرف على هذا الملتقى لجنة علمية تضم عدداً من الباحثين، منهم عمار مانع مدير مركز “كراسْك” بوهران، وغنية حمداني مديرة مركز تطوير اللغة العربية، وعبد الكريم حمو مدير وحدة البحث المنظمة، إلى جانب أساتذة وباحثين من المركزين ومن جامعة وهران.
وقد حُدد الثامن والعشرون من نوفمبر 2025 كآخر أجل لاستقبال الملخصات، في حين يكون السادس من ديسمبر آخر موعد لاستلام المداخلات العلمية، وتم تخصيص البريد الإلكتروني للتواصل واستقبال المشاركات.