في هذا الركن نسلّط الضوء على كلماتٍ خلّدها مفكرون وعلماء من الجزائر والعالم العربي عن اللغة العربية، لغة الهوية والمعرفة، والوعاء الذي حمل حضارة كاملة عبر القرون.
مالك بن نبي ورؤيته للغة العربية
كان مالك بن نبي يرى أن اللغة العربية بنية فكرية قبل أن تكون وسيلة تعبير. في مشروعه الحضاري، تعامل معها باعتبارها أداة تصنع الوعي وتؤطر القدرة على إنتاج الأفكار، لا لغة تراثية جامدة. وكان يؤكد أن أي أمة تطمح إلى دخول دورة حضارية جديدة لا يمكنها تجاوز لغتها، لأن اللغة ليست زخرفاً ثقافياً، بل شرط من شروط الفاعلية الحضارية.
برأيه، العربية تحمل منظومة فكرية وقيمية متكاملة، وتراجعها ينعكس مباشرة على تراجع الفكر نفسه. لذلك كان يكرر جوهر موقفه:
الأفكار الكبرى لا تعيش إلا في لغة قادرة على حملها.
وبالنسبة له، العربية تمتلك هذه القدرة، لكن الخلل يكمن في طريقة تعاملنا معها وفي ضعف تحويلها إلى أداة للعمل والإبداع.
بهذه الرؤية، وضع مالك بن نبي اللغة العربية في قلب معادلة النهضة:
لغة قوية = فكر قوي = مجتمع قادر على النهوض.
ومن كلماته الدالة:
"اللغة العربية ليست مجرد أداة تواصل، إنها حاملة لفكرة وصانعة لوجدان."