أكاديمية العلوم والتكنولوجيات تسلّط الضوء على مسيرة الفائزين بجائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر

نظّمت الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات، اليوم الأحد بالجزائر العاصمة، يومًا دراسيًا خُصّص لقراءة في مسيرة الفائزين بجائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر، بحضور أساتذة وباحثين وطلبة من المتوجين بهذه الجائزة الوطنية.وفي تصريح له بالمناسبة، أوضح رئيس الأكاديمية، البروفيسور محمد هشام قارة، أن هذا اللقاء يندرج ضمن المبادرات التي تهدف إلى التعريف بالأعمال والإنجازات المحققة على مستوى المدينة العلمية والتكنولوجية، مشيرًا إلى أن الأكاديمية تسعى من خلاله إلى إبراز قيمة البحث العلمي وأثره المباشر على المجتمع.

وأضاف المتحدث أن هذا اليوم يهدف إلى إتاحة الفرصة للفائزين بجائزة رئيس الجمهورية للبحث المبتكر لعرض مشاريعهم وأعمالهم، انسجامًا مع أحد الأدوار الأساسية للأكاديمية، والمتمثل في نشر العلم والمعرفة داخل المجتمع، وعدم حصرها في المراكز البحثية والجامعات فقط.

وأكد البروفيسور قارة أن الأكاديمية تسعى، من خلال هذه المبادرة التي سيتم تكرارها في مناسبات أخرى، إلى تشجيع التميز في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية، وإبراز الكفاءات الوطنية والإنجازات البحثية التي تساهم في إيجاد حلول عملية لمختلف التحديات.

كما أوضح أن هذا اللقاء يندرج ضمن مسعى الأكاديمية لاحتضان الباحثين، لا سيما الشباب منهم، ومرافقة مشاريعهم وتحويلها إلى حلول قابلة للتطبيق، مع تعريف الرأي العام بمضمون الأعمال المنجزة، بدل الاكتفاء بالإعلان عن فوز أصحابها بالجائزة دون الإحاطة بتفاصيلها أو أثرها.

وتُعد جائزة رئيس الجمهورية للبحث المبتكر، حسب الأكاديمية، تكريمًا لنخبة من الباحثين الذين قدموا إسهامات علمية نوعية، ما يستدعي تسليط الضوء على هذه الأعمال ونشرها داخل المجتمع، دعمًا للبحث العلمي الوطني.

وفي السياق ذاته، تعمل الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات على تعزيز انفتاحها الدولي، حيث تضم أعضاء جزائريين مقيمين داخل الوطن وخارجه، إلى جانب أعضاء أجانب، كما تم مؤخرًا فتح باب الترشح لانضمام أعضاء جدد من جنسيات مختلفة، بما يعزز تبادل الخبرات والتجارب العلمية.

من جهته، أوضح الباحث المبتكر خمري زين الدين، الباحث بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني في المناطق القاحلة، والحاصل على الجائزة الثانية لرئيس الجمهورية للبحث المبتكر، أن بحثه يندرج ضمن مجال الزراعة الذكية، ويهدف أساسًا إلى الحفاظ على الموارد المائية وتطوير الزراعة الصحراوية.

وأشار إلى أن المشروع يندرج ضمن منظومة الابتكار في المجال الزراعي، ويتماشى مع سياسة الدولة الجزائرية، لا سيما في ظل التوجه نحو التوسع الزراعي في الصحراء وتحقيق الأمن الغذائي. وأضاف أنه تم تطبيق هذا النظام ميدانيًا في الصحراء الجزائرية، وأسفرت نتائجه عن تقليص استهلاك المياه بنسبة 40 بالمائة، ورفع المردودية بنسبة 60 بالمائة، وخفض تكاليف الإنتاج بنسبة 30 بالمائة، وهو ما شكّل دفعة قوية لاعتماد هذا النظام من قبل الجهات المعنية.

وعن أثر التتويج، أكد خمري زين الدين أن جائزة رئيس الجمهورية تُعد جائزة تحفيزية قبل أن تكون معنوية، وتهدف إلى تشجيع الإبداع والابتكار في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، مضيفًا أن هذا التتويج سيدفعه وفريقه إلى إنجاز أبحاث إضافية لتحقيق أهداف أوسع.

وفي فئة الطلبة المتوجين، أكدت نرجس ريحان، خريجة ماستر في الهندسة الوراثية، والحائزة على المرتبة الثالثة وطنيًا في جائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر، أن مشروعها المبتكر الموسوم بـ«بيوسيم أغرو» يندرج ضمن مجال الزراعة المستدامة.

وأوضحت أن المشروع يمثل قفزة نوعية نحو فلاحة حديثة تتماشى مع رؤية الدولة الجزائرية لتحقيق التنمية المستدامة وضمان الأمن الغذائي، حيث يعتمد على تقنيات بيوتكنولوجية متقدمة مع تثمين موارد جزائرية محلية، بهدف التقليل من الاعتماد على الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية، لما لها من آثار سلبية على صحة المواطن ونوعية التربة الجزائرية.

كما عبّرت ريحان عن شكرها للأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات على هذه الالتفاتة والتكريم، معتبرة أن ذلك يعكس إرادة حقيقية لدعم الابتكار والبحث العلمي في الجزائر، خاصة من خلال الطبعة الأولى لجائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر.