كواليس الساعات الأخيرة لانقلاب سانشيز على الصحراء الغربية

D.R
D.R
ففي خضم حملة الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في 23 جويلية القادم، عادت رسالة سانشيز التي وجهها للملك محمد السادس في 14 مارس 2022 إلى الواجهة، لتواصل إثارة الجدل في إسبانيا كما في المملكة المغربية، لتكشف الكثيرة عن العلاقات المشبوهة بين الطرفين، والتي كانت سببا رئيسيا في نشر الشكوك وبث الفوضى في المنطقة واستغلال مصالحهما المشتركة لتنفيذ مخططاتهما العبثية بالمنطقة. فتحت ضغط مجلس الشفافية والحكامة الرشيدة الإسبانية، اعترفت أجهزة رئاسة الحكومة الإسبانية، بأنها لا تملك أية معلومات عن الرسالة التي بعث بها بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس المتعلقة بدعم خطة الحكم الذاتي المزعومة بالجمهورية الصحراوية المحتلة. وفق ما كشفت عنه صحيفة “إلديباتي” الإسبانية. وأظهرت المعلومات غير المسبوقة التي توصلت إليها الصحيفة ذاتها، التي تتابع هذا الملف منذ عدة أشهر، تأثير نظام المخزن الهائل على حكومة سانشيز، مبرزة أن مديرة قسم التنسيق التقني والقانوني في رئاسة الحكومة الاسبانية، بياتريس بيريز رودريغيز، اعترفت في وثيقة تحمل الرقم التسلسلي 00001-00079114، والموقعة في 16 جوان الجاري، أن قصر المونكلوا لا يعرف من أو كيف أو حتى متى تم إرسال الرسالة الشهيرة. وتكشف الوثائق تفاصيل المسار الذي أخذته هذه الرسالة التي تبدو وكأنها جزء من فيلم سينمائي، إذ تم ترتيب الاجتماعات في الأزقة المظلمة وخلف الأسوار أو تحت غطاء المصالح المشتركة. وأضاف المصدر ذاته، أنه على مستوى رئاسة الحكومة الاسبانية، لا توجد أية وثيقة أو محتوى يثبت التاريخ أو الوسيلة التي تم بها إرسال الرسالة إلى ملك المغرب، ولا حتى معلومات حول الجهة أو المسؤول الذي أمر بإرسال الرسالة، كما أنه وبناء على طلب من الصحيفة ذاتها”، دعا مجلس الشفافية والحكامة الرشيدة، وهو هيئة عامة ومستقلة، تم إنشاؤها عام 2014، حكومة سانشيز في أفريل الماضي لإرسال الرسالة الأصلية للصحيفة والتي يفترض أنها مكتوبة بالفرنسية من قبل الحكومة إلى ملك المغرب. وقبل أسابيع قليلة من الانتخابات التشريعية المبكرة، سارع الحزب الشعبي الإسباني إلى الدخول على الخط، وتعهد استيبان غونزاليس بونس مساعد الشؤون المؤسسية والدولية في الحزب الشعبي الإسباني، على تويتر، بأن حزبه سيسلط الضوء على جميع المناطق الرمادية المحيطة بدعم بيدرو سانشيز للخطة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء الغربية بمجرد توليها السلطة. واختارت النائبة عن الحزب ذاته، كارمن نافارو نفس الشبكة الاجتماعية للتنديد بواحدة من أكبر الفضائح في السياسة الخارجية الإسبانية، وقالت إن سانشيز وألباريس لم يقدما أية تفسيرات، حول هذا الموضوع، واعتبرت مرشحة الحزب الشعبي في مليلية لمجلس الشيوخ في الانتخابات التشريعية المقبلة في 23 جويلية، إيزابيل مورينو، من جانبها أن “الرسالة كتبت في الرباط ووقعت في مدريد”. من جهته، لم ينتظر رئيس الوزراء الأسبق، خوسيه ماريا أزنار، وهو أيضا من الحزب الشعبي، مقال الصحيفة الإسبانية للتطرق لهذا الملف، وقال خلال مشاركته في إحدى المنتديات “ما لا يمكن تصوره أن يرسل رئيس الحكومة رسالة مترجمة بشكل سيئ بالفرنسية، رسالة شخصية إلى ملك المغرب، لم تتم مناقشتها في مجلس الوزراء ولا في مجلس النواب، يغير سياسة ومسؤوليات إسبانيا لأكثر من 40 عاما”. وسبق لخوسيه مانويل ألباريس أن تجنب خلال مثوله يوم 20 فيفري الماضي أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الرد على تساؤلات نواب المعارضة والأغلبية وكذلك الأحزاب الداعمة للسلطة التنفيذية، فيما يتعلق بالمحتوى الدقيق للرسالة الموجهة إلى الملك محمد السادس.