
كيف تقيّمون البُعد التاريخي لثورة نوفمبر في مسار بناء الدولة الجزائرية؟
البُعد التاريخي للثورة هو الركيزة الأساسية للدولة الجزائرية. رجال ونساء ضحّوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن، ولا يزال بعض المجاهدين أحياء يشهدون على حجم تلك التضحيات. اليوم، الدولة مطالبة بمنح هذا البعد نفسًا جديدًا، من خلال تنظيم الندوات والملتقيات، والعودة الجادة إلى أرشيف الذاكرة الوطنية.
يُقال كثيرًا إن الثورةالجزائرية كانت قوية. برأيكم، أين تكمن هذه القوة؟
قوة الثورة لم تكن في السلاح، بل في الإيمان. عندما صعد الجزائري إلى الجبل، لم يكن يملك سلاحًا ولا مالاً، بل إيمانًا عميقًا بقضيته. واجهنا واحدة من أقوى القوى الاستعمارية، فرنسا، مدعومة من حلف شمال الأطلسي، بـ22 شابًا فقط في البداية. هذه معجزة لا تحدث إلا حين يكون الإيمان حاضرًا.
كيف ينبغي أن نتعامل مع مناسبة الاستقلال اليوم؟
علينا أن نكون فخورين بهذا الاستقلال، لأنه لم يُنتزع بسهولة. فرنسا خرجت من الجزائر مدحورة، وأبناؤها اليوم يندمون على الطريقة التي غادروا بها. نحن من فرض الخروج، بإرادة شعب وتضحيات جسام، وليس بمفاوضات جوفاء. الاستقلال هذا يجب أن نرسّخ قيمته في وجدان الأجيال الصاعدة.
ما أبرز ذكرى لا تزال راسخة في ذاكرتكم من أيام الثورة؟
أكثر ما بقي عالقًا في ذهني هو التلاحم الكبير بين الشعب والمجاهدين. المرأة الجزائرية التي كانت تداوي المجاهد وتخفيه، القرية التي تحتضنه وتحميه... هذا هو النضال الحقيقي، وهذا هو التضامن الذي منحنا النصر.
ما رسالتكم إلى الشعب الجزائري اليوم؟
رسالتي واضحة: كونوا مؤمنين ببلدكم كما كان آباؤكم. الجزائر لم تأتِ هكذا، بل جاءت بدماء الشهداء. كل شبر من أرضها ارتوى من تضحياتهم. هذا الاستقلال أمانة، ومن لا يعتز به، يجهل قيمته الحقيقية.
هل ترون أن الجيل الجديد مرتبط بالثورة أم أن هناك فجوة؟
الجيل الحالي يواجه تحديات مختلفة، والعالم تغيّر، والإعلام له تأثيره، لكن هذا الجيل حاضر، نشِط، فاعل. نراه في صفوف الجيش، في مختلف الميادين، متمسكًا بوطنه، معتزًا بهويته. صحيح أن الظروف تغيرت، لكن الجوهر لم يتبدل